“13” لعبة روليت دموية الخاسر فيها مصيره الموت

فيلم درامي متعدد المحاور لعنصر الرعب دور رئيسي فيه

خلال السنين الأخيرة برزت نوعية جديدة ومختلفة من أفلام الرعب لا تركز على الدموية التقليدية لهذة الفئة ولكنها تتخذ من التعذيب الجسدي والنفسي مادة لها في نطاق حبكة ذات عمق أكثر من المعتاد من هذة الفئة , مثال على ذلك سلسلة أفلام (Saw) وغيرها , أعتقد أن فيلم  (13) ينتمي لهذة النوعية بالأضافة لكونه فيلم جريمة وإثارة إستثنائي , يتولى أداء الأدوار فيه مايكل شانون ,جيسون ستيثام وفيفتي سنس, وهو للمخرج الفرنسي جيلا بابلوني الذي أخرج هذا الفيلم باللغة الفرنسية منذ عدة أعوام تحت عنوان (13 Tzameti) , ويعتبر فيلم (13) إعادة إنتاج لذلك الفيلم  .

الرقم المنحوس

الرقم١٣هو رقم منحوس حسب الإعتقادات الشائعة في الثقافة الشعبية الغربية , وهو رقم الشاب هنري الشخصية الرئيسية في الفيلم والذي تمر عائلته بضائقة مالية مما يجعله يغتنم فرصة الإشتراك في لعبة قمار ومراهنة كان يظن أنها قد تنقذه وعائلته من وضعهم الراهن , ولكن ما لم يكن يعلمه هنري أن تلك المراهنة منظمة من قبل مجموعة إجرامية وتتمحور حول لعبة روليت دموية تفرق في مصير لاعبيها بين الحياة والموت و تعتمد على الحظ أكثر من أي شي آخر , يحاول هنري التراجع ولكن الوقت كان قد فات فيدخل اللعبة مرغما حاملا الرقم 13.

رعب نفسي

الإثارة والتشويق في الفيلم تبدأ منذ لحظاته الأولى ومن ثم تستمر في التصاعد نحو حدث غامض متوقع يشد المشاهد ويثير فضوله , وما أن يبان هذا الحدث وهو لعبة الروليت الدموية حتى ينتقل الفيلم لمرحلته الثانية وهي تصوير تفاصيل هذة اللعبة , وهي المرحلة التي تتركز فيها  مادّة الرعب في الفيلم , وهو ليس رعبا تقليديا ولكنه تركيز عال على حالة الخوف الشديد والتمسك الفطري للإنسان بالحياة وكيفية تعامل الشخصيات المختلفة مع هذا الموقف الذي وقعوا فيه , بعضهم برضائه وبعضهم رغما عنه كما هو حال الشاب هنري , النقل المفصل الدقيق لهذة الحالة هو ما يرتكز عليه الإحساس المرعب في الفيلم , ما يجعله يدخل في إطار الرعب النفسي أكثر من الرعب الدموي الذي يعتمد على المشاهد المغرقة بالدموية والطعن وتقطيع الأوصال وما شابه ذلك في أفلام الرعب التقليدية .

تغيّر دراماتيكي

نجم الفيلم الشاب مايكل شانون يظهر أداءا دراميا متميزا وقدرة على عكس إنفعالات شخصيتة في هذا الموقف الغير التقليدي الصعب بسلاسة وإنسيابية في المشاعر , كسبت تعاطف المشاهد , وهو ينجح في عكس الألوان المختلفة لشخصيتة والتغير الدراماتيكي لها ,التي يبدأ بها كأنسان بسيط مطحون يمر بأزمة مالية وعائلية ولكنه حين يرمى في وسط تلك المعمعة يظهر معدنه الحقيقي الصلب والقاسي .

النجم البريطاني جيسون ستثام الذي عادة ما يتولى بطولة أفلام الأكشن يظهر هنا في دور ثانوي كان في حجم قدراته الدرامية المحدودة , فهو نجم أكشن بالدرجة الأولى وليس لديه إمكانات درامية واسعة  , فأتى ضيق مساحة الإنفعالات الدرامية لشخصيته مناسبا جداً لقدراته تلك  , وكان وجوده كعامل جانبي في الفيلم إضافة للفيلم ورفع لدرجة الكارزماتية فيه كذلك يأتي دور فيفتي سنس مغني الراب الغير موهوب دراميا ولكن دوره الغير متطلب دراميا كحارس شخصي ناسب أيضا قدر موهبته .

فيلم متعدد المحاور

فيلم (13) لا يمكن تنمطيه بوصفه فيلم رعب فهو فيلم درامي متعدد المحاور , للرعب دور رئيسي فيه ولكنه أيضا يحمل من الإثارة والتشويق والدراما الإنسانية ما يرفعه عن بقية الأفلام التي على شاكلته ويميزه عنها , وهو فيلم سوداوي قاتم ولكنه أيضا عميق ومثير للفكر .


تقييم الفيلم

تقييم الكاتب
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (13 votes, average: 4.23 out of 5)

فيديو متصل

13 Movie Trailer
شاهد الفيديو 1

رأيان حول ““13” لعبة روليت دموية الخاسر فيها مصيره الموت”

  1. فلم قوى جدا كنت اتمنى ان اجد الرابط الفلم وانت تعرض مجموعة من الافلام القوية شكرا لك واتمنى النجاح ..

    رد

اترك رداً على محمد إلغاء الرد