مستلهم من واقعة حقيقية غريبة وقعت في لوس أنجلوس في الأربعينات
كائنات فضائية شرسة وعدوانية قادمة لتدمير الأرض ولكن يتصدى لها الجيش الأمريكي وأرض المعركة هذة المرّة هي لوس أنجلوس كما هو واضح من عنوان فيلم “Battle: Los Angeles” أو “المعركة : لوس أنجلوس” وهو فيلم خيال علمي مختلف قليلا عن الأفلام التي من نفس الفئة فهو لا يتطرف في تصوير هذة الكائنات وسفنها الحربية ولكن يحاول تصوّر الأمر من وجهة نظر واقعية بقدر الإمكان , وهو يستلهم حبكته من حادثة حقيقية وقعت في في لوس أنجلوس في الأربعينات من القرن الماضي حيث ظهر جسم غريب في سماء لوس أنجلوس يشبه المركبة الفضائية وتم أطلاق طلقات مدفعية الجيش الأمريكي تجاهه لمدة نصف ساعة بدون توقف ولكن من غير أي تأثير ومن ثم أختفى فجأة مثلما ظهر , ويقال أن هذة الحادثة هي التي أثارت الخيال والهوس الأمريكي القائم حول المركبات الفضائية والذي أصبح جزءا من الثقافة الأمريكية , الفيلم يتوسع في طرح الحادثة وينقلها لوقتنا الحاضر ويتسائل ماذا لو أننا فعلا وجدنا أنفسنا في مواجهة غزو فضائي وليس لدينا سوى الخبرة الحربية التقليدية , هل ستكون كافيه لصد هذا الهجوم ؟ وكيف يمكننا توظيفها في مواجهة عدو لا نعرف عنه شيئا ؟ , الفيلم للمخرج الشاب جوناثان ليبزمان الذي أخرج عدّة أفلام رعب سابقة منها أحد أجزاء سلسلة (The Texas Chainsaw Massacre ) , ويقوم بأداء الأدوار إيرون إيكهارت , رامون رودريغز , بريجيت مونهان و ميشيل رودريغز .
غزو الأرض
تدور حبكة الفيلم حول مركبات فضائية عدائية تظهر في مختلف أنحاء الأرض وتبدأ في تدمير كل شيء في طريقها وهدفها هو إحتلال الكوكب طمعا بثروته الكبرى وهي الماء والغير الموجود بصورته التي نعرفها بغير كوكب الأرض وهو كما نعلم جميعا يشكّل عماد الحياة فيها , أحدى تلك الأماكن التي كانت ساحة معركة أولية هي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية والتي تأمر فيها فصيلة من المارينز يقودها السارجنت الموشك على التقاعد مايكل ناتز للذهاب للصفوف الأمامية لمواجهة العدو وإنقاذ المدنيين .
فكرة مستهلكة
الفكرة بالتأكيد ليست جديدة على السينما الأمريكية بل تكاد تكون مستهلكة , وأفلام الدمار الشامل أصبحت فئة أفلام قائمة بحد ذاتها وهي عادة ما تكون مرتبطة بالخيال العلمي , ولكن ما يميز هذا الفيلم عن البقية أنه يتخذ أسلوبا واقعيا في تصوير هذة الحالة , فلا يفرط في إستخدام الخيال وأن كان ذلك جزءا من فكرته وتكوينه , إلا أن الشخصيات التي يتناولها الفيلم ليست شخصيات بطولية خارقة للعادة ولكنها شخصيات ذات بعد واقعي , وطريقه رسمه وتصويره للدراما الإنسانية كانت محورية وأتت في قلب الفيلم ولم تكن جزءا ثانويا منه كما هي العادة بأفلام الخيال العلمي وفي سعيه لإبراز هذا الجانب الإنساني أتى رسم الكائنات الفضائية مبهما وغير واضح المعالم , يعتمد كثيرا على خيال المشاهد في تخيلها وكل ما يصوره هو عدوانيتها الشديدة ونيران أسلحتها المنطلقة بغير توقف نحو البشر .
السارجنت ناتز
الحبكة الدرامية للفيلم تتمحور حول الشخصية الرئيسية فيه وهو السارجنت مايكل ناتز الذي كان وشك التقاعد وبدأ صفحة جديدة من حياته ليأتيه هذا الحدث الإستثنائي ويسحبه إلى ساحة معركة حقيقة مجهولة الملامح فالصراع مع كائنات فضائية شيء جديد عليه ولكن ما ليس بجديد هو قيادته لمجموعة من الجنود إلى ساحة معركة صعبة وتحمله المسؤولية الثقيلة لما يصدر عنه من قرارات أن صحت نجت بهم وأن أخطأت كان الثمن حياتهم .
الممثل إيرون إيكهارت يقوم بدور السارجنت ناتز وهو يؤديه بسلاسة واضحة ويقوم بإضافة الحس الإنساني لشخصيته وعكس الصراع الداخلي فيها بإقناع وتمكّن , وهو يكاد يكون أفضل عوامل هذا الفيلم , بينما تعود ميشيل رودريغز التي تؤدي دور مجنّدة أمريكية مقدامة لأحد أدوراها النمطية التي تؤدي فيها دور الفتاة اللاتينية القوية البأس فلا تأتي بجديد أدائيا , ولا يبرز غيرهما أحد من بقية الطاقم التمثيلي .
توازن
“Battle: Los Angeles” هو فيلم دمار شامل غير تقليدي يميزه توازنه بين عرضه للقصة الإنسانية والجوانب الحركية الأخرى له فهو يحذفك منذ البداية في وسط معركة شرسة ومستمرة بدون توقف وكل التفاصيل الأخرى تتوالي على جرعات بين المعارك والإنفجارات وطلقات النيران .
تقييم الفيلم
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 |
فيديو متصل
تمام