بعد قرن من إنتاج أول فيلم مبنى على الرواية الكلاسيكية
(الفرسان الثلاثة) أو Les trois mousquetaires) هي رواية من تأليف أليكساندر دوما نشرت لأول مرة في عام 1844 وحققت نجاحا كبيرا , غدت من بعده أحدى أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية والعالمية حيث ترجمت لمعظم لغات العالم , تلقفت هوليوود وأستديوهات السينما العالمية هذة الرواية مبكرا وأنتجت العديد من الأفلام حولها كان أولها في أيام السينما الصامتة وتحديدا في العام 1911 , وأستمرت من بعده الترجمات السينمائية الكثيرة المختلفة أحدثها يأتينا بعد قرن كامل من أنتاج أول فيلم حاملا نفس الأسم (The Three Musketeers) ليبين لنا القفزة التكنولوجية التي مرّت بها السينما خلال القرن الماضي , فهذا الفيلم منتج بتقنية البعد الثلاثي ويحمل في طياته تقنيات سينمائية متطورة مختلفة تشهد على التقدم الكبير الذي مرّت به صناعة السينما منذ بداياتها المتواضعة , الفيلم من بطولة لوغان ليرمان , راي ستفنسن , ميلا جوفوفيتش , أورلاندو بلوم والممثل النمساوي كريستوف والتز وهو من إخراج بول أندرسون .
مؤامرة
الفيلم يسرد مغامرات فتى شاب يدعى دارتانيان الذي يترك قريته في أمل ان يصبح فارسا من فرسان التاج الفرنسي بعد أن تعلّم فنون القتال المختلفة على يد والده الفارس المتقاعد , واضعا بنصب عينيه الحلم في أن يصبح بشهرة الفرسان الثلاثة آثوس و بوثوس و أراميس المعروفين في أنحاء فرنسا بشجاعتهم ومقدرتهم القتالية التي لا يعلى عليها , ولكنه ما أن يصل إلى باريس ويتعرف على الفرسان الثلاثة عن قرب حتى يصدم بالحالة التي يجدهم عليها فالفرسان قد فقدوا حماستهم ويعيشون حياة عبثية لا معنى لها , ولكن سرعان ما يجد دارتانيان والفرسان الثلاثة أنفسهم في وسط مؤامرة تحاك ضد الملك لويس من قبل الجميلة المخادعة الليدي دي وينتر التي كانت من قبل قد حطّمت قلب أحد الفرسان بعد أن وقع في حبها وأنتهى الأمر بخيانتها له يشترك معها في مؤامرتها الخبيثة الكاردينال الفاسد ريشييلو وعدو الملك لويس الدوق البريطاني الآتى من خلف البحار دوق بيكنهام .
نسخة فريدة
تميّزت هذة النسخة من الفيلم بأنها حملت شكلا عاما فريدا نجحت من خلاله في نقل صورة درامية مميزة لتلك الفترة التاريخية فيما يخص تقنيات القتال مثل الأسلحة النارية البدائية التي كان بداية ظهورها في تلك الفترة الزمنية , والهندسة المعمارية لذلك الوقت , وتكنيك القتال والميكانيكا الهندسية المستخدمة فيه مثل السراديب والخزائن السرية وما شابه , الأزياء كذلك كانت جذابة ومصممة جيدا تعطي إيحاءا مناسبا بتلك الفترة وتلك البقعة من العالم , ولعل أبرز إبداعات الفيلم كانت السفينة الطائرة التي أتت كأحدى مفاجآت الفيلم وظهورها كان من اللحظات البارزة فيه .
لهجة حديثة
رغم كون الفيلم مبني على رواية كلاسيكية إلا أن اللهجة المنطوقة فيه أتت مبسطة ومحدّثة تستعمل العديد من تعابير وإسقاطات الزمن المعاصر ما قرّبها من المشاهد وكسر حدة العامل التاريخي فيه , فهو لا يأخذ ذلك العامل بجدية فيحاول أن يروي مغامرة تاريخية فريدة بأسلوب عصري , أحدى تلك اللمسات العصرية كان تعميق دور المرأة القتالي فهي هنا ليست مجرد وجه جميل ولكنها مقاتلة ذكية وشرسة ووجه الشر الرئيسي في الفيلم .
ميلا تبرز حضورها
أدائيا كان الممثلون الذين أدوا دور الفرسان لابأس بهم وأن لم يقدم أي منهم شيئا مميزا ولكن من تميز فيه هم شخصيات الشر , أبرزهم كانت العارضة السابقة وبطلة أفلام الأكشن ميلا جوفوفيتش التي أدت دور الليدي دي وينتر وكانت العدو الدرامي المناسب للفرسان فكان حضورها قويا وجذّابا يخبو معه غالبا من يشاركها المشهد فيما عدا المشاهد التي جمعتها بالممثل البريطاني أورلاندو بلوم الذي لعب دور دوق بيكنهام الذي كان أكثر من ندّا لها وتميز كأحد أبرز عناصر الفيلم الدرامية رغم صغر دوره , الممثل النمساوي كريستوف والتز أيضا برز في دور الكاردينال الفاسد ريشييلو الذي يحكم فرنسا في الظل ويتلاعب بملكها الشاب الغر .
إعادة سرد
مجملا أتى فيلم (The Three Musketeers) عملا فنّيا جيد التصميم من عدة نواح , أخذ الرواية الكلاسيكية وأعاد روايتها بأسلوب حديث ومميز فأعطاها بعدا جديدا وأعاد سردها بأسلوب ترفيهي عالي وجميل شكّل متعة بصرية ودرامية وهو ينتهي بنهاية مثيرة تبشر بجزء آخر قادم .
تقييم الفيلم
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 |
فيديو متصل
منى ينزل الجزء الثاني