الجزء الرابع من السلسلة يعود بالأحداث إلى خط البداية
سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة “حرب النجوم ” للمخرج والمنتج العالمي جورج لوكاس تكوّنت من ستة أجزاء , تم أنتاج الأجزاء الثلاثة الأولى منها في الفترة بين 1977 و 1983 وتناولت المعركة بين جانب الخيّر الذي يقوده الفارس الفضائي “لوك سكاي ولكر” وجانب الشر والذي يمثله الشرير المقنع “دارث فيدر” , ومن ثم وبعد أكثر من عشرين عاما على أنتاج الجزء الأول قام لوكاس بأنتاج الثلاثية الأخرى والتي أطلق الجزء الأول منها في 1999 , ولكنها لم تكن تكملة للأولى بل كانت هذة المرة سابقة لها في مسارها القصصي وعودة للوراء في سرد القصة , فشكّلت في مضمونها إجابات عن كيفية وصول الأحداث والشخصيات إلى المسارات التي تعرفنا عليها بها في الأجزاء الأولى , وكيف تحوّل “دارث فيدر” من جانب الخير إلى جانب الشر كما عرفناه في الأجزاء السابقة التي جرت فيها المعركة المصيرية بين الجانبين , ودلتنا الأجزاء اللاحقة على أصل هذة الشخصيات وكيفية وصولها للحالة التي عرفناها بها بالأجزاء السابقة , وفيلم (X-Men: First Class ) أو ( الأكس من : الدفعة الأولى ) ينهج على نهج سلسلة (حرب النجوم) في ذلك بعودته إلى الوراء للماضي ليروى لنا بداية الحكاية التى لم نعرفها والتي شكّلت أرضية الأحداث للأجزاء الثلاثة الأولى والصراع بين جانبين كان الخيّر فيهما يقوده الدكتور” أكسفير” بينما يقود فريق الشر العبقري” ماغنيتو “, الفيلم مبني على سلسلة للقصص المصورة لدار مارفل للنشر ومنتج سينمائيا من نفس الشركة , ويقوم بأداء الأدوار فيه جيمس مكفوي ,مايكل فاسبيندر,جنيفر لورنس,روز بايرن وكيفن بيكن , وهو من إخراج ماثيو فون .
رحلة إلى الوراء
في الأجزاء السابقة كنّا قد عرفنا أن “الأكس من” أو “المتحولون” هم مجموعة من البشر تطوروا جينيا عن بقية أقرانهم , وأصبحت لديهم قدرات خارقة للعادة , فمنهم من يستطع الطيران ومنهم يستطيع قراءة الأفكار أو التحول إلى رجل صخري وغيرها من القدرات العجيبة , ورأينا المتحولون يعيشون صراعا في عالمنا المعاصر المنقسم على ذاته بين تقبلهم والترحيب بهم بين البشر وبين عزلهم وسجنهم خوفا من مخاطرهم , وفي نفس الوقت رأينا مجتمع المتحولون منقسم أيضاً على ذاته بين الجانب الذي يرى أنه من الواجب التعايش مع البشر وأستخدام قوى المتحولين لخير البشرية جمعاء بقيادة الدكتور “أكسفير” وبين الجانب الآخر الذي يقوده “ماغنيتو” والذي يرى في البشر عدوا يجب تسخيره أو القضاء عليه , وفي فيلم “X-Men: First Class ” نرحل بالتاريخ إلى الوراء حيث نكتشف أصول هؤلاء المتحولين وكيفية تجمعهم معا كفريق واحد من ثم ظهورهم للعلن وبداية علم البشر بهم وردة فعلهم على ذلك , وكذلك ردّة الفعل المقابلة من المتحولون التي فصلتهم إلى جانبين متضاديين كما رأيناهم في الأجزاء الأولى .
عدو جديد
يختلف هذا الجزء من السلسلة بكون الفريقين الذي عرفناهم دائما في مواجهة بعضهم البعض هم هنا فريق واحد لا زال تحت التشكيل , والشخصيتين اللتان تقودان الفريقين الدكتور “أكسفير” و “ماغنيتو” هم في نفس الجانب متحديين وبالتالي أستدعى الأمر وجود جانب جديد للشر في هذا الفيلم وهو هنا البروفيسور الألماني النازي “سباستيان شو” الذي أكتشف قدرات “أكسفير” الخارقة خلال الحرب العالمية الثانية , ومن خلال بحثه تمكن تشكيل فريق من المتحولين هدفهم تدمير البشرية , وكان طريقهم لذلك محاولة إشعال حرب نووية بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي في عز سنين الحرب الباردة في الستّينات , وعند يعلم فريق الدكتور أكسفير وماغنيتو بنواياه يقفون له بالمرصاد وكان طريقهم لذلك هو تكوين فريق مقابل من المتحولين يواجه فريق البروفيسور “سباستيان شو” وتدريبه على القتال وذلك بمساعدة من المخابرات الأمريكية .
شخصيتن متعارضتين
شخصيتي الدكتور “أكسفير” و “ماغنيتو” المتعارضتين كمّلا بعضهما البعض في رعاية وتدريب المتحولين الشباب , فمن ناحية الأسلوب الهادئ والحكيم للدكتور “أكسفير” ساعده بإحتضان أبوي للمتحولين خلق منه المرجع الأخلاقي لهم , ومن ناحية أخرى الألم والغضب الذي يحمله “ماغنيتو” بداخله بسبب مقتل والدته أمامه على يد البروفيسور “سباستيان شو” ساعد على دفع وتطوير الجانب العدواني والقتالي لهم , فخلق تعارض هاتين الشخصيتين الفكري والشخصي منهما عاملين مكمّلين لبعض في تدريب المتحولين الشباب إلى فريق قتالي فعّال .
الفيلم أظهر بذكاء خلفية كل شخصية من شخصيات المتحولين , والجيد في حبكة الفيلم أنها مستقلة عن بقية الأجزاء , وبالنسبة لمن ليس له معرفة سابقة بالسلسلة وشخصياتها ويشاهد الفيلم بدون أي خلفية عن الأجزاء السابقة يقف هذا الجزء كفيلم مستقل بذاته , ولكن مشاهدتة بمعرفة سابقة بأحداث السلسلة وشخصياتها بالتأكيد تعطي المشاهد أبعادا آخرى تغني تجربة المشاهدة , فيتلذذ بالرجوع الي أصل هذة الشخصيات وحقيقتها والأسباب والوقائع التي خلقت منها الحالة التي أصبحت عليها لاحقا في الأجزاء السابقة .
أدخال الخلفية السياسية والشكل العام لعقد الستينات كان أضافة نوعية للفيلم
توقيت الأحداث
كما يميز هذا الجزء توقيت أحداثه وهي فترة الستينات من القرن الماضي والذي أدخلت الأحداث السياسية لذلك العقد ضمن سياق الحبكة بذكاء , مثل أزمة قواعد الصورايخ النووية في كوبا التي كادت أن تشعل الحرب العالمية الثالثة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي , كما أن الخلفية البصرية لعقد الستينات أعطت الفيلم شكلا مميزا بجميع التفاصيل التي أحتوتها من أزياء وتسريحات إلى هندسة المباني والديكورات إلى تصماميم التكنولوجيا وغيرها , فأتى الفيلم مميزا ومستقلا شكليا وبصريا عن بقية الأجزاء السابقة .
طاقم مميز
طاقم الفيلم يبدو أنه أختير بعناية شديدة فيكاد يكون كل ممثل فيه متطابقا مع دوره , فالممثل الأسكوتلندي جيمس مكفوي يبرز هنا بدور الدكتور “أكسفير” ويؤدي دور الشاب العبقري بثقة واضحة , و يتميز مايكل فاسبيندر بدور “ماغنيتو” ويعطى الشخصية التي كانت وجها للشر في الأجزاء السابقة لمسة إنسانية , بينما يتولى كيفن بيكن دور الشرير هنا ويضفي على شخصية البروفيسور “سباستيان شو” التي يلعبها نكهة خاصّة , وأتت الممثلتين جنيفر لورنس و روز بايرن أضافة جميلة للفيلم وأن كانا دوريهما مسطحا بعض الشيء , وكانت أحدى مفاجآت الفيلم هو النجم الأسترالي هيو جاكمان الذي قام بدور “وولفرين” في الأجزاء الثلاثة السابقة وعاد للظهور هنا بدور كاميو تكوّن من مشهد واحد لعب فيه نفس الشخصية .
نقطة مضيئة
فيلم (X-Men: First Class ) يتميز بزخم الأحداث فيه وسيرها بصورة متسارعة ولكن متوازنة , وهو أيضا ثري بالشخصيات الرئيسية التي تحمل كل منها قصتها وخطها الخاص بها فأضافت غنى للعمل , فظهر الفيلم بشكل ملحمي بانورامي متحرك مليء بالتفاصيل والإثارة التي لا تهدأ , وهو برأيي أحد أقوى أفلام شركة مارفل والتي دائماً ما كانت محبكة الصنع وتعرف كيف تنتقل بالقصة المصورة من صفحات المجلات إلى السينما بصورة مبدعة وخلاّقة , وكانت الشركة قد أفتتحت هذا الصيف بفيلم (Thor) الذي حقق نجاحا كبيرا وهي أيضا الشركة المنتجة لسلسلة أفلام (الرجل الحديدي) الشهيرة وبفيلمها هذا تضيف نقطة مضيئة أخرى لرصيدها السينمائي .
تقييم الفيلم
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 |
فيديو متصل
شكرا لك علي هذا الفيلم
شكرا
افلام اكشن بصراحة
مشكورين كتيررررررررررر