“Source Code” فكرة غير تقليدية مبتكرة ولكن بنهاية غير منطقية
وسط هذا المد الذي لا ينتهي من الأفلام الهوليوودية أصبح من الصعب على الكتّاب والمبدعين السينمائيين إبتداع أفكار جديدة ومبتكرة لحبكاتهم السينمائية بسبب إرتفاع سقف توقعات المشاهد من الفيلم السينمائي وبالتالي غدت القدرة على كسب إعجاب المشاهد وإبهاره بفكرة جديدة ليس بالشيئ السهل , ولكن منذ وقت للآخر يأتي ذلك الفيلم الذي ينجح بالظهور بهذة الفكرة الجديدة وبالتالي يرتفع به صنّاعه عن الوسطية والتقليدية وعن تلك المنطقة الرمادية التي تقع في نطاقها معظم الأفلام , فيتميز الفيلم بتركه أثرا في ذهن المشاهد وإنطباعا لا يجعله يحذفه إلى مقبرة النسيان , هذا الفيلم من وجهة نظري هو أحدها , فيلم (Source Code) أو (شيفرة المصدر) تميزه عن بقية الأفلام فكرته الجديدة الغير مطروقة سابقا , وهو يحمل من عوامل الغموض والإثارة والحس الإنساني في نطاق حبكة من الخيال العلمي ما يجعله فيلما لاتقليديا صعب التصنيف , يتولى بطولته الممثل الشاب جاك جيلنجهول , فيرا فارمينغ وميشيل مونغهان , كتب نص الفيلم بين ريبلي وأخرجه دنكن جونز .
إنفجار كل ثمان دقائق
تدور الحبكة حول الجندي الأمريكي كولتر ستيفنز المجند في أفغانستان والذي يصحو فجأة ليجد نفسه في داخل جسد إنسان آخر بداخل قطار متجه لمدينة شيكاغو على وشك الإنفجار , يحاول كولتر فهم ما يجري حوله ولكنه قبل أن يستوعب ذلك يكون القطار قد إنفجر ليجد نفسه قد عاد مرّة أخرى إلى نفس القطار ونفس الموقف ويكتشف أنه في مهمة إستخبار عسكرية وضع فيها رغما عنه توجهه فيها مجندة عسكرية بالإتصال عن بعد , والمطلوب منه إن يعود لنفس الموقف كل مرّة عبر جسد ذلك الشخص الغريب عنه ليحاول إكتشاف من الذي قام بتفجيرالقطار , حيث يكون أمامه فرصة ثمان دقائق فقط قبل أن يحصل الإنفجار مرّة أخرى وتبدأ العملية من جديد .
حبكة معقدة
الحبكة معقدة وخصوصا في الجانب العلمي منها ولكن الكاتب بذل جهدا مميزا في تبسيطها للمشاهد وتهميش ذلك الجانب بالتركيز على الدراما الإنسانية التي هي قلب الفيلم فمعاناة البطل مع واقعه الصادم والغامض الذي يواجهه وماضيه المثخن بجرح شخصي عميق يطارده بالإضافة إلى العلاقة العاطفية التي وقع عليها غير قاصدا في القطار كانت هي عوامل الفيلم الرئيسية بينما خط الغموض والإثارة والخيال العلمي وأيضا الخط الفلسفي والأخلاقي الذي تمثل في معاناة الجندية من مشاركتها فيما يحصل لكولتر وإستغلاله في ذلك الوضع رغما عنه أضافت للفيلم وأثرته وإن كانت خطوطا جانبية .
إنتقائية جيلنجهول
في كل فيلم جديد له يثبت جاك جيلنجهول موهبته وذكائه وإنتقائيته لأدواره , فيؤكد للمشاهد على أنه أحد النجوم الشباب الذي سيكون لهم إستمرارية طويلة في هذا المجال وهو هنا يقدم آداءا فوق العادي حيث يلعب شخصية المجند كولتر ستيفنز ,فيبرز إنسانية هذة الشخصية في وسط المحيط والظروف الإستثنائية التي وضعت فيها , وهو يقوم بدور مركب وفريد لا أعتقد أن هناك العديد من أقرانه وجيله لديهم الموهبة والخيال الكافي للعبها وإبرازها بالصورة الصحيحة ولكن جاك يتمكن وبسلاسة من ذلك وبطريقة مثيرة للإعجاب .
فيرا فارمينغ رغم جمودها الحركي في هذا الفيلم والذي يتطلب منها الجلوس الدائم أمام شاشة الكمبيوتر إلا أن عيناها المعبرتان أطلقت سيلا من المشاعر المختلفة من قلق وألم وتأنيب للضمير وحالة حيرة من مدى أخلاقيه ما تشارك بفعله وموقفها من كولتر وكيفية رؤيتها الإعتبارية له , فالمطلوب منها من قبل مرؤسيها عدم التعاطف معه ورؤيته كفأر تجارب لا أكثر ولكن ضميرها الحي لم يستطع إلغاء إنسانيته التي تتعامل معها وتلمسها شخصيا .
ميشيل مونغهان كانت الوجه الجميل في الفيلم هي ممثلة مرهفة تحمل من الرقة والجمال ما يجعل وقوع كولتر في حبها في هذا الوقت القصير الذي جمعهما يكاد يكون قابلا للتصديق .
نهاية هوليوودية سعيدة
الفيلم ليس خاليا من العثرات فالخط العلمي يحمل أفكارا شديدة التعقيد كما أن الوصفة الهولودية لأفلامها تتدخل في خلق النهاية السعيدة المطلوبة لمعظم أفلام هوليوود , وأن كانت تلك النهاية غير مفهومة غير منطقية وغير مقنعة , المهم أنها نهاية سعيدة تجمع البطل بحبيبته , ولكن رغم ذلك يظل الفيلم قويا وجديدا بأفكاره وغنيا بعناصره وبالتأكيد يستحق المشاهدة .
تقييم الفيلم
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 |
فيديو متصل
تعريف جميل بالفيلم
و النهايه فعلا غريبه
توقعتها هتكون انه يعيش معاها في العالم الافتراضي هي ميته و هو ميت
و العالم الواقعي لا يتغير
يعني زي فيلم vanilla sky
لكن كانت مفاجأه
مبهجه و غريبه غير متوقعه و ربما غير مفهومه