البطل الأسطوري “ثور” ينتقل من صفحات المجلات إلى شاشة السينما

عدم توافق بين الجانب العصري والجانب الأسطورى ينحدر بقيمة الفيلم الكلّية

الفيلم الذي أفتتح الموسم الصيفي لهذا العام  يقدّم لنا بطلا جديدا من أبطال القصص المصورة الذي يحمل لنا هذا الصيف مجموعة منهم , الفيلم هو (Thor) أو (ثور) وهو بطل أسطوري أنتقل مثل العديد من أقرانه من شخصيات الكوميك الشهيرة من شاكلة سبايدرمان وباتمان وسوبرمان وغيرهم من صفحات المجلات إلى الشاشة الفضية , وشخصية (ثور) أشتهرت في أحدي سلاسل القصص المصورة من مارفل كوميكس والفيلم منتج من قبل نفس الشركة , وكانت شركة  مارفل كوميكس قد  أنتجت سلسلة أفلام الرجل الحديدي الناجحة وسوف تطلق أيضا هذا الصيف فيلمين آخرين لأبطال قصصها هما (كابتن أمريكا) و (الأكس من : الفصل الأول )  , يقوم بدور “ثور” كريس همسورث ويشترك معه بطولة الفيلم ناتالي بورتمان وأنتوني هوبكنز وهو من إخراج الممثل والمخرج البريطاني كينيث براناه .

الطريق إلى التواضع

“ثور” هو فارس ومحارب جبّار من مجرة فضائية بعيدة تدعى مجرة أزغارد , تم نفيه منها بأمر من والده الملك أودين بسبب عصيانه لأوامره وصلفه وغروره الذي سبب لهم العديد من المشاكل , ومنفاه يكون كوكب الأرض التي يقع فيها بحب عالمة فلك شابة ويتعلم فيها التواضع ويصبح بطلا مدافعا عنها ضد الأخطار الكبيرة الآتية لها من قبل عداواته القديمة التي تتبعه من مجرته الأم .

جزئين متفاوتين

تنقسم الحبكة في الفيلم إلى جزئين مختلفين عن بعضهما تمام الأختلاف , الأول هو  الجزء الأسطوري الذي تقع أحداثه على كوكب أزغارد والذي يتشكل في إطار خيالي كلاسيكي وملحمي , بينما تجرى أحداث الجزء الآخر منه على كوكب الأرض وهذا الجانب يسعى لتصوير وجهة نظر عقلانية علمية معاصرة , فتحس أنك تشاهد فيلمين متداخلين ولكن غير متوائمين , وربما يعود هذا الخلل في الحس العام للفيلم إلى كون الجزء الأسطوري منه يتفوق على الجزء المعاصر بحرفية إنتاجه من عدة نواح من القصة إلى الآداء إلى رسم المشاهد الذي أحتوى على إبداع بصري متميز , فخلق هذا التذبذب بين الجانبين نوعا من الإنفصال الحسّي في الحبكة وحالة من الصعود والهبوط الدرامي فيه , وقد يكون ما أبرز الجانب الكلاسيكي للفيلم أكثر من قرينه هو الإحساس المسرحي الكلاسيكي لمخرج الفيلم البريطاني كينيث برناه ذو الخلفية الشكسبيرية الذي سبق وأن أخرج مجموعة من روائع شكسبير للسينما مثل فيلم (هاملت) و (هنري الخامس) وغيرها , فأستطاع تصوير وإبداع الجانب الأسطوري بشكل رائع وأعطاه نكهتة الملحميه ولكنه في المقابل فشل في موازنة الإحساس في المجمل فخرج الفيلم بصورته المتذبذبة تلك  .

كريس الكارزماتي

الممثل الشاب كريس همسورث يتلبس شخصيه ثور الأسطورية بصلفه وغروه وبكبرياءه ورحلته نحو تعلم التواضع والصبروالحكمة التي كان يفتقدها , وهو رغم حداثته كممثل إلا أنه يشكل أختيارا موفقا للدور أستطاع عكس كارزماتية الأمير والمحارب والأسطورة .

أما ناتالي بورتمان النجمة الشابة المرشحة للأوسكار تظهر في دور يختصر من موهبتها الكثير ويحجمها فهي هنا الوجه الجميل ورغم كونها تلعب في الفيلم دور عالمة فلك إلا أن ذلك غير مفعّل في إطار الحبكة ومجرد إحاطتها بالمعدات العلمية وأوراق البحث لا يقنع المشاهد بكونها عالمة , فكان أدائها أقل من عادي ومرتبك أحيانا وبمجمله أقل من المتوسط .

عدم توافق

عندما تغض البصر عن الجانب المعاصر وتركز على الجانب الأسطوري يبدو فيلم (ثور) عملا مثيرا أدبيا أدائيا وبصريا ولكن التوأمة الحاصلة فيه بين الجانبين والغير قابلة للفصل وعدم التوافق بينهما إنحدر بقيمته الكلية وتخلق منه فيلما غير متوازن وغير موفق التنفيذ .


تقييم الفيلم

تقييم الكاتب
إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (15 votes, average: 4.47 out of 5)

فيديو متصل

Thor Movie Trailer
شاهد الفيديو 1

رأي واحد حول “البطل الأسطوري “ثور” ينتقل من صفحات المجلات إلى شاشة السينما”

أضف تعليق