“Priest” راهب خارق ينقذ العالم من خطر مصاصي الدماء

عالم المستقبل ينقسم إلى مستوطنات ثيوقراطية منعزلة تحيط بها أسوار عالية

الأفلام التي تحكم على الحضارة البشرية بالدمار وترسم مستقبلا مظلما للإنسان كثيرة  وتشكل فئة مستقلة بذاتها من الأفلام , لعل أشهرها سلسلة أفلام (ماكس المجنون) , وفيلم (Priest) أو (راهب) يسير على نفس هذا النهج المتشائم من المستقبل وما يحمله للبشرية , فيرسم صورةpriest سوداء قاتمة له هي نتيجة لثقافة الإستهلاك الإنساني الغير مسؤول لمقدرات هذا الكوكب , الفيلم مبنى على سلسلة قصص مصوّرة بنفس الأسم وهو من بطولة بول باتني , ماغي كيو , كام جيجندات , كارل إربن و كريستوفر بالمر ومن إخراج سكوت تشارلز ستيوارت .

رهبان ومصّاصي دماء

يتصور الفيلم عالم المستقبل قد إنقسم إلى مستوطنات ثيوقراطية منعزلة تحيط بها أسوار عالية  , يتحكم في هذة المستوطنات رجال الكنيسة الذين بيدهم القوة المطلقة للحكم  , تلك الأسوار تحمي البشر من الشرور التي في خارجها حيث أنتشر مصاصو الدماء في بقاع الأرض وأصبحوا خطرا يهدد البشرية , وكان سلاح الكنيسة في حماية الناس هم مجموعة من الرهبان الخارقون الذين أستطاعوا دحر خطر مصاصي الدماء وإبعادهم عن هذة المستوطنات , ومن ثم ما أن إبتعد الخطر حتى أحالتهم الكنيسة إلى التقاعد والعيش في عهد من الصمت , ولكن عندما تختطف إبنة أخ أحد هؤلاء الكهنة يضطر للخروج عن طوع الكنيسة والذهاب للبحث عنها , ليكتشف في سعيه هذا خطرا كبيرا بدأ يستشري في العالم ويهدد أمنه المهزوز أصلا .

تراجع حضاري

 يرسم هذا الفيلم مستقبلا تراجعت فيه حضارة الإنسان  إلى ما يشبه أوروبا القرون الوسطى التي كانت الكنيسة تطغي فيها على الحكم وتسيطر على مقدرات البشر فيها  , ومن ظاهره يبدو الفيلم مضادا للدين شيئا ما في بدايته ولكن وفيما تستمر أحداثه تتضح رسالته التي هي في الحقيقية ضد سيطرة الكنيسة ورهبانها على حياة البشر وزرع الخوف فيهم أسلوبا للسيطرة عليهم وليس ضد الدين بحد ذاته وعلاقة الإنسان المباشرة بربه .

صيغة بصرية فريدة

 يختلف هذا الفيلم شكلا عن بقيه الأفلام المشابهة له بمزجه بين عدة رؤى وخلفيات ثقافية سينمائية مختلفة , فهو من جانب يحمل شكلا مستقبليا  قائما على أنقاض الحضارة الصناعية الحديثة يشبه في ذلك سلسلة أفلام (ماكس المجنون) الشهيرة , ومن ناحية أخرى يخلط الحس البصري فيه بين الإحساس الديني الكنسي  والشكل العام للغرب الأمريكي ويدمج ذلك كلّه بالحس السوداوي لأفلام مصاصي الدماء  , هذا الكوكتيل المتباين تداخل مع بعضه بشكل متناغم فشكّل صيغة بصرية فريدة للفيلم .

 priest3

الراهب باتني

من ناحية الأداء يقدم الممثل البريطاني بول باتني أداء حادا بدور الراهب ويعكس القوة الداخلية والعمق في شخصيته بثقة أوصلها للمشاهد بصورة مقنعة , كما تظهر ماغي كيو بدور راهبة تعيش حالة حب عذري مع الراهب وهي تعبر عن هذة الحالة بشكل شفاف وجميل , أما الممثل الشاب كام جيجندات الذي لعب دور مصاص الدماء في سلسلة أفلام (The Twilight Saga) ينتقل للجانب الآخر هنا في دور شاب وقع في حب أبنه أخ الراهب المخطوفة ويسعى معه لإنقاذها , و الممثل الشاب الذي عادة ما يقوم بأدوار الشر يثبت هنا أنه قادر على التلوّن ولعب أدوار أخرى مختلفة .

حبكة متوازنه

(Priest)  هو فيلم متعدد المحاور يختلف عن بقية الأفلام المبنية على شخصيات القصص المصورة بعمق شخصياته ورماديتها بينما يغلب على معظم شخصيات القصص المصورة عادة تمايز شخصياتها بين الأبيض والأسود , الخير المطلق أو الشر المطلق , وبذلك يعكس هذا الفيلم شخصيات أكثر تعقيدا وأفكار أكثر عمقا ولكنه لا يتخلى بذلك عن عنصر التشويق الإثارة بل يخلق حبكة متوازنه ومختلفة ميّزته عن بقية تلك الأفلام .


تقييم الفيلم

إن كنت قد شاهدت هذا الفيلم شاركنا في تقييمه 😀 1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (46 votes, average: 3.76 out of 5)

فيديو متصل

Priest Movie Trailer
شاهد الفيديو 1

أضف تعليق